كلمة “نَبَاتَ”: سورة الأنعام الآية 99

6:99

معنى مفهوم “النبات” ودوره في الإمكانات

“في معظم الترجمات، لم يتم تقديم مقابل الإضافة في الجملة ‘فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ’ في هذه الآية.

‘نباتَ كلِّ شيءٍ’… أي ‘نبتَ كلِّ شيءٍ’.

هذا يعني أن ‘النبات’ هو ‘إمكان’ موجود في كل شيء.

في استمرار الآية: ‘… فأخرجنا منه حَبًّا متراكبًا…’ أي ‘أخرجنا نبتًا سيكون ثمرته حَبًّا متراكبًا.’

من هنا، يمكننا فهم أن جذر ‘نبت’ هو ‘إمكان محمّل بهدف الثمرة’.

إن إنبات أمنا مريم هو أيضًا ‘تحميلها إمكانًا سيكون ثمرته رسولنا عيسى وتربيتها وفقًا لهذا الهدف…’

(ملاحظة وتعريف من السيدة غونيش)

نعم، الكلمة المفتاحية في تعريفكم هي ‘الهدف’.

الاستخدام الموجه نحو الهدف لفعل “نَبَتَ”

جميع المعاني اللغوية لكلمة ‘نَبَتَ’ مثل ‘نما، ربّى، ظهر، غرس، زرع’ تكتسب معناها فقط عندما يكون هناك ‘هدف’، ومن غير الممكن التعبير عن ‘التربية’ التي تتم دون أي هدف بهذه الكلمة.

كلمة ‘نَبَتَ’ تُظهر ‘هدف الفاعل’ أكثر من الكلمة التي يمكن أن تكون مفعولًا لهذا الفعل. إذا لاحظنا، فإن تعابير مثل ‘غرس، نمّى، ربّى’ لا تعطي أي معنى سوى هدف الفاعل لأنها تحتوي على فراغات مثل:

  • “ربّى”… لكن ربّى ماذا؟
  • “نمّى”… لكن نمّى ماذا؟
  • “أظهر”… لكن أظهر ماذا؟

أي أن هذه الكلمة بمفردها تعبر فقط عن هدف الفاعل. وعندما تأخذ مفعولًا، فإنها تجعل هدف الفاعل يتحقق على ذلك المفعول. على سبيل المثال، إذا قلنا جملة ‘نَبَتَ الحبَّ’ (زرع البذرة)، فهذا لا يعني ببساطة ‘وضع البذرة في الأرض.’ بل يعني ‘وضع البذرة في الأرض لكي يكشف عن الإمكان الموجود فيها.’

  • ‘نَبَتُّ الشجرة’
  • ‘نَبَتُّ الولد’
  • ‘نَبَتُّ النسل’
  • ‘نَبَتُّ الزرع’

جميع هذه التعابير تعني أن الفاعل قام بكل هذه الأعمال بهدف معين.

قيام الفاعل بفعل ‘نَبَتَ’ بهدف معين يعني أنه يجب أن يؤمن بوجود إمكان كامن في المفعول الذي هو عليه الفعل، وإلا فلا معنى لقيامه بفعل ‘نَبَتَ’.

إذا لم يؤمن الشخص أولًا بوجود البذرة، ثم بوجود إمكان في تلك البذرة، ثم بأنها ستكشف عن ذلك الإمكان في الظروف المناسبة، فإنه لن يقوم بفعل ‘نَبَتَ’. أي أن الشخص إذا لم يكن لديه معرفة مسبقة عن الشيء الذي سيكون مفعولًا لفعل ‘نَبَتَ’، فلن يقوم بهذا الفعل، ولا يستطيع. إذًا، ما يُشكل ‘الهدف’ هو تلك المعرفة المسبقة.

العلاقة بين التنوع في الطبيعة ومفهوم “نَبَتَ”

التنوع والانتشار النباتي في الطبيعة مرتبطان، خلافًا لما يُعتقد، ليس بنوع الإنسان بل بالأنواع غير البشرية (الحيوانات، الحشرات، النباتات الأخرى، الرياح، المطر، إلخ). ولكن على الرغم من أن النظام الطبيعي هكذا، إلا أنه لا يُقال مثلًا ‘المطر ربّى النبات’.

الحيوانات التي تأكل ثمار النباتات، عندما تخرج بذور النبات كفضلات، تساعد على نقل النبات إلى أماكن أخرى، لكن لا يُقال أبدًا مثلًا ‘القرد ربّى التين’، لأن أي حيوان أو ظاهرة طبيعية لا يعرف الإمكان في الوجود؛ أي أن هذا التعريف المقدم دقيق جدًا في رأيي.”